تعليم الفتيات لا سفور المرأة
قسمنا تكلفة الكتاب إلى أسهم، كل سهم ب ٥ دولارات أمريكية. يعرض الموقع عدد الأسهم المتبقية تحت السعر
ملاحظة: تكلفة تسجيل الكتاب تقديرية، وإن كانت أقل سيتم استخدام المتبقي في تسجيل كتب أخرى أو في تطوير التطبيق
يعتبر كتاب تعليم الفتيات لا سفور المرأة من الكتب الهامة لدارسي قضايا المرأة والمجتمع؛ حيث يدخل كتاب تعليم الفتيات لا سفور المرأة ضمن نطاق تخصص علوم المرأة والقضايا الاجتماعية، ووثيق الصلة بتخصصات الفكر الاجتماعي والثقافة.
أخذ موضوع المرأة حيزاً هاماً في كتابات ومحاضرات العلامة محمد بن الحسن الحجوي، وتوقف عنده في مناسبات كثيرة. وعالج قضاياه في معظم كتبه الفقهية ولا سيما كتابه: (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) وكان يرى أن إقلاع المجتمعات الإسلامية لن يتأتى بمعزل عن مساهمتها الفعالة فيه، ولأجل هذا كان يفصل في الكلام عنها في رحلاته، ويوجه انتقاداته لها، ففي كتابه: (الرحلة الأوروبية) نجده يتحدث عن الصور السلبية التي رآها في أوروبا. ومنها: التبرج الشديد للمرأة الأوروبية وفي فرنسا بخاصة، فقال: "...فقد خلعن ربقة الحياء، وتبرجن تبرجاً لا يتصور فوقه إلا سفاد الحيوانات في الطرق جهاراً".
وبقدر ما هاجم الفرنسيات نراه يخفف من وطأة انتقاداته للإسبانيات والإنجليزيات، فيقول في كتابه (الرحلة الأندلسية) "...في غالبهن (يعني الإسبانيات) عفة وقلة خفة، فليست فيهن خفة الروح التي في النساء الفرنسيات، ولا التهتك وخلع الثياب، فلا ترى امرأة كاشفة ذراعيها، ولا لابسة ذلك اللباس الشفاف الذي يظهر بشرة الصدر والظهر والفخذين وما سواهما، فلا يكشفن غالباً إلا الوجه والكفين وربما كشفن شيء من الصدر، وغالبهن يجعلن على رؤوسهم فوق القبعة شيئاً مرتفعاً يشبه في علوه ما كان نساء المغرب يسمونه (الحنطوز).
ومن خلال ما دون في رحلاته عن المرأة نستشف الجانب الذي كان يزعجه في النساء الفرنسيات وهو: تهتكهن، وقلة حشمتهن، حين كان يعجبه فيهن العلم والمعرفة، فكان يطالب المرأة المغربية باقتباس ذلك منهن.
ولم يكتف بانتقادهن بل قارنهن بالنساء المسلمات، ورجع إلى العهود الأولى للإسلام مفتخراً ببعض الأدوار التي قامت بها بعض النساء المسلمات.
ولم يقتصر الحجوي بالتأليف في موضوع المرأة بل خرج إلى الساحة وألقى عدة محاضرات داخل المغرب وخارجه، ولا سيما في تونس من أجل الحث على تعليمها.
وعندما ألقى محاضرته الشهيرة حول تعليم الفتيات بمعهد الدروس العليا بالرباط سنة 1925م، وحضرها علماء مغاربة وفرنسيون، عارضها بعض الشخصيات مما اضطر إلى القطع دون الإتمام وممن انتقده الصدر الأعظم المقري، ووزير العدلية أبي شعيب الدكالي، إذ اعتبروا تعليمها بدعة وضرراً للمجتمع ومصدراً للفساد، وأنه قد يؤدي إلى سفورها، كما اعتبروا الحجوي بوقاً لفرنسا التي تدعو إلى تعليم البنات.
وحاول الحجوي أن يوضح رأيه ويصحح ما فهم خطأ من دعوته إلى تعليم المرأة، فألقى هذه المحاضرة التي بين أيدينا: (تعليم الفتيات لا سفور المرأة).
يقول الحجوي موضحاً رأيه في هذا الموضوع: "هذا وإني أعلم أن الذين أنكروا علي الحث على تعليم البنات لهم قصد حسن، وغيرة حملتهم على ذلك، وقصدهم هو سد الذريعة، خوف الوقوع في العار، وفي مفاسد ربما تنشأ عن تعلمهن، لكني أقول لهم: إن هذا رأي متطرف عن الشريعة الإسلامية في منع النساء من العلم، وأحقق لكم أنه لا مفسدة إذا علمن التعليم الذي أريده على الكيفية التي أوضحتها، وإنما المفسدة في تعليمهن تعليماً إفرنجياً، على أن المفاسد مهما كانت فمفسدة الجهل أعظم، وهي الداء الذي لا دواء له إلا العلم، وأن المفاسد التي نشأت في هذه الأزمان للأمم الإسلامية من تعليم المرأة.
وفيما يخص الحجاب، أكد الحجوي اختلافه في الرأي مع باقي دعاة تحرير المرأة، كالطاهر الحداد التونسي وقاسم أمين المصري: "الذي هتك الحجاب، وأزال عن هيبة الشريعة كل جلباب" ولو أنه عاش -يضيف الحجوي- "ورأى حالة مصر الآن وما يتخبط فيه مجتمع قومه من أزمة المرأة السافرة... لقرع سن الندم". فالحجاب واجب، ولكنه لا يمنع المرأة من العلم، لأنه "لمحل العورة لا للأحوال كلها".
ويحس القارئ من خلال قراءته لهذه المحاضرة باستقلال شخصية الحجوي، ونصاعة علمه، وتمكنه في الفقه والأًول والحديث والتاريخ والتراجم والسير وعلم الاجتماع. كما يحس أنه من أصحاب الرأي والقلم، والوعي الإسلامي العميق، والنقد العلمي الهادف، ويقظته وغيرته على الشريعة وأحكامها، وبعده عن المداهنة والمهادنة لأخطاء بعض الفقهاء المتساهلين، ولم يكن هو بالمعصوم مما طبع عليه إنسان، ولذلك قال في مقدمة محاضرته (تعليم الفتيات لا سفور المرأة): "سأتكلم عن هذه المسائل بما هو رأيي الخاص، ولست أعبر عن رأي أحد غيري، وسأنطق بما هو أوفق بالشريعة الإسلامية العالية".
ونستخلص من هذه المحاضرة القيمة أن المرأة إذا ربيت تربية صحيحة، ونشأت نشأة حسنة، ووجهت التوجيه السليم غدت كفيلة بالمساهمة في بناء مجتمع إنساني صالح، ونشوء أمة عريقة، وتشييد صرح حضارة إنسانية راقية.
قسمنا تكلفة الكتاب إلى أسهم، كل سهم ب ٥ دولارات أمريكية. يعرض الموقع عدد الأسهم المتبقية تحت السعر
ملاحظة: تكلفة تسجيل الكتاب تقديرية، وإن كانت أقل سيتم استخدام المتبقي في تسجيل كتب أخرى أو في تطوير التطبيق
يعتبر كتاب تعليم الفتيات لا سفور المرأة من الكتب الهامة لدارسي قضايا المرأة والمجتمع؛ حيث يدخل كتاب تعليم الفتيات لا سفور المرأة ضمن نطاق تخصص علوم المرأة والقضايا الاجتماعية، ووثيق الصلة بتخصصات الفكر الاجتماعي والثقافة.
أخذ موضوع المرأة حيزاً هاماً في كتابات ومحاضرات العلامة محمد بن الحسن الحجوي، وتوقف عنده في مناسبات كثيرة. وعالج قضاياه في معظم كتبه الفقهية ولا سيما كتابه: (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) وكان يرى أن إقلاع المجتمعات الإسلامية لن يتأتى بمعزل عن مساهمتها الفعالة فيه، ولأجل هذا كان يفصل في الكلام عنها في رحلاته، ويوجه انتقاداته لها، ففي كتابه: (الرحلة الأوروبية) نجده يتحدث عن الصور السلبية التي رآها في أوروبا. ومنها: التبرج الشديد للمرأة الأوروبية وفي فرنسا بخاصة، فقال: "...فقد خلعن ربقة الحياء، وتبرجن تبرجاً لا يتصور فوقه إلا سفاد الحيوانات في الطرق جهاراً".
وبقدر ما هاجم الفرنسيات نراه يخفف من وطأة انتقاداته للإسبانيات والإنجليزيات، فيقول في كتابه (الرحلة الأندلسية) "...في غالبهن (يعني الإسبانيات) عفة وقلة خفة، فليست فيهن خفة الروح التي في النساء الفرنسيات، ولا التهتك وخلع الثياب، فلا ترى امرأة كاشفة ذراعيها، ولا لابسة ذلك اللباس الشفاف الذي يظهر بشرة الصدر والظهر والفخذين وما سواهما، فلا يكشفن غالباً إلا الوجه والكفين وربما كشفن شيء من الصدر، وغالبهن يجعلن على رؤوسهم فوق القبعة شيئاً مرتفعاً يشبه في علوه ما كان نساء المغرب يسمونه (الحنطوز).
ومن خلال ما دون في رحلاته عن المرأة نستشف الجانب الذي كان يزعجه في النساء الفرنسيات وهو: تهتكهن، وقلة حشمتهن، حين كان يعجبه فيهن العلم والمعرفة، فكان يطالب المرأة المغربية باقتباس ذلك منهن.
ولم يكتف بانتقادهن بل قارنهن بالنساء المسلمات، ورجع إلى العهود الأولى للإسلام مفتخراً ببعض الأدوار التي قامت بها بعض النساء المسلمات.
ولم يقتصر الحجوي بالتأليف في موضوع المرأة بل خرج إلى الساحة وألقى عدة محاضرات داخل المغرب وخارجه، ولا سيما في تونس من أجل الحث على تعليمها.
وعندما ألقى محاضرته الشهيرة حول تعليم الفتيات بمعهد الدروس العليا بالرباط سنة 1925م، وحضرها علماء مغاربة وفرنسيون، عارضها بعض الشخصيات مما اضطر إلى القطع دون الإتمام وممن انتقده الصدر الأعظم المقري، ووزير العدلية أبي شعيب الدكالي، إذ اعتبروا تعليمها بدعة وضرراً للمجتمع ومصدراً للفساد، وأنه قد يؤدي إلى سفورها، كما اعتبروا الحجوي بوقاً لفرنسا التي تدعو إلى تعليم البنات.
وحاول الحجوي أن يوضح رأيه ويصحح ما فهم خطأ من دعوته إلى تعليم المرأة، فألقى هذه المحاضرة التي بين أيدينا: (تعليم الفتيات لا سفور المرأة).
يقول الحجوي موضحاً رأيه في هذا الموضوع: "هذا وإني أعلم أن الذين أنكروا علي الحث على تعليم البنات لهم قصد حسن، وغيرة حملتهم على ذلك، وقصدهم هو سد الذريعة، خوف الوقوع في العار، وفي مفاسد ربما تنشأ عن تعلمهن، لكني أقول لهم: إن هذا رأي متطرف عن الشريعة الإسلامية في منع النساء من العلم، وأحقق لكم أنه لا مفسدة إذا علمن التعليم الذي أريده على الكيفية التي أوضحتها، وإنما المفسدة في تعليمهن تعليماً إفرنجياً، على أن المفاسد مهما كانت فمفسدة الجهل أعظم، وهي الداء الذي لا دواء له إلا العلم، وأن المفاسد التي نشأت في هذه الأزمان للأمم الإسلامية من تعليم المرأة.
وفيما يخص الحجاب، أكد الحجوي اختلافه في الرأي مع باقي دعاة تحرير المرأة، كالطاهر الحداد التونسي وقاسم أمين المصري: "الذي هتك الحجاب، وأزال عن هيبة الشريعة كل جلباب" ولو أنه عاش -يضيف الحجوي- "ورأى حالة مصر الآن وما يتخبط فيه مجتمع قومه من أزمة المرأة السافرة... لقرع سن الندم". فالحجاب واجب، ولكنه لا يمنع المرأة من العلم، لأنه "لمحل العورة لا للأحوال كلها".
ويحس القارئ من خلال قراءته لهذه المحاضرة باستقلال شخصية الحجوي، ونصاعة علمه، وتمكنه في الفقه والأًول والحديث والتاريخ والتراجم والسير وعلم الاجتماع. كما يحس أنه من أصحاب الرأي والقلم، والوعي الإسلامي العميق، والنقد العلمي الهادف، ويقظته وغيرته على الشريعة وأحكامها، وبعده عن المداهنة والمهادنة لأخطاء بعض الفقهاء المتساهلين، ولم يكن هو بالمعصوم مما طبع عليه إنسان، ولذلك قال في مقدمة محاضرته (تعليم الفتيات لا سفور المرأة): "سأتكلم عن هذه المسائل بما هو رأيي الخاص، ولست أعبر عن رأي أحد غيري، وسأنطق بما هو أوفق بالشريعة الإسلامية العالية".
ونستخلص من هذه المحاضرة القيمة أن المرأة إذا ربيت تربية صحيحة، ونشأت نشأة حسنة، ووجهت التوجيه السليم غدت كفيلة بالمساهمة في بناء مجتمع إنساني صالح، ونشوء أمة عريقة، وتشييد صرح حضارة إنسانية راقية.
قسمنا تكلفة الكتاب إلى أسهم، كل سهم ب ٥ دولارات أمريكية. يعرض الموقع عدد الأسهم المتبقية تحت السعر
ملاحظة: تكلفة تسجيل الكتاب تقديرية، وإن كانت أقل سيتم استخدام المتبقي في تسجيل كتب أخرى أو في تطوير التطبيق
يعتبر كتاب تعليم الفتيات لا سفور المرأة من الكتب الهامة لدارسي قضايا المرأة والمجتمع؛ حيث يدخل كتاب تعليم الفتيات لا سفور المرأة ضمن نطاق تخصص علوم المرأة والقضايا الاجتماعية، ووثيق الصلة بتخصصات الفكر الاجتماعي والثقافة.
أخذ موضوع المرأة حيزاً هاماً في كتابات ومحاضرات العلامة محمد بن الحسن الحجوي، وتوقف عنده في مناسبات كثيرة. وعالج قضاياه في معظم كتبه الفقهية ولا سيما كتابه: (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) وكان يرى أن إقلاع المجتمعات الإسلامية لن يتأتى بمعزل عن مساهمتها الفعالة فيه، ولأجل هذا كان يفصل في الكلام عنها في رحلاته، ويوجه انتقاداته لها، ففي كتابه: (الرحلة الأوروبية) نجده يتحدث عن الصور السلبية التي رآها في أوروبا. ومنها: التبرج الشديد للمرأة الأوروبية وفي فرنسا بخاصة، فقال: "...فقد خلعن ربقة الحياء، وتبرجن تبرجاً لا يتصور فوقه إلا سفاد الحيوانات في الطرق جهاراً".
وبقدر ما هاجم الفرنسيات نراه يخفف من وطأة انتقاداته للإسبانيات والإنجليزيات، فيقول في كتابه (الرحلة الأندلسية) "...في غالبهن (يعني الإسبانيات) عفة وقلة خفة، فليست فيهن خفة الروح التي في النساء الفرنسيات، ولا التهتك وخلع الثياب، فلا ترى امرأة كاشفة ذراعيها، ولا لابسة ذلك اللباس الشفاف الذي يظهر بشرة الصدر والظهر والفخذين وما سواهما، فلا يكشفن غالباً إلا الوجه والكفين وربما كشفن شيء من الصدر، وغالبهن يجعلن على رؤوسهم فوق القبعة شيئاً مرتفعاً يشبه في علوه ما كان نساء المغرب يسمونه (الحنطوز).
ومن خلال ما دون في رحلاته عن المرأة نستشف الجانب الذي كان يزعجه في النساء الفرنسيات وهو: تهتكهن، وقلة حشمتهن، حين كان يعجبه فيهن العلم والمعرفة، فكان يطالب المرأة المغربية باقتباس ذلك منهن.
ولم يكتف بانتقادهن بل قارنهن بالنساء المسلمات، ورجع إلى العهود الأولى للإسلام مفتخراً ببعض الأدوار التي قامت بها بعض النساء المسلمات.
ولم يقتصر الحجوي بالتأليف في موضوع المرأة بل خرج إلى الساحة وألقى عدة محاضرات داخل المغرب وخارجه، ولا سيما في تونس من أجل الحث على تعليمها.
وعندما ألقى محاضرته الشهيرة حول تعليم الفتيات بمعهد الدروس العليا بالرباط سنة 1925م، وحضرها علماء مغاربة وفرنسيون، عارضها بعض الشخصيات مما اضطر إلى القطع دون الإتمام وممن انتقده الصدر الأعظم المقري، ووزير العدلية أبي شعيب الدكالي، إذ اعتبروا تعليمها بدعة وضرراً للمجتمع ومصدراً للفساد، وأنه قد يؤدي إلى سفورها، كما اعتبروا الحجوي بوقاً لفرنسا التي تدعو إلى تعليم البنات.
وحاول الحجوي أن يوضح رأيه ويصحح ما فهم خطأ من دعوته إلى تعليم المرأة، فألقى هذه المحاضرة التي بين أيدينا: (تعليم الفتيات لا سفور المرأة).
يقول الحجوي موضحاً رأيه في هذا الموضوع: "هذا وإني أعلم أن الذين أنكروا علي الحث على تعليم البنات لهم قصد حسن، وغيرة حملتهم على ذلك، وقصدهم هو سد الذريعة، خوف الوقوع في العار، وفي مفاسد ربما تنشأ عن تعلمهن، لكني أقول لهم: إن هذا رأي متطرف عن الشريعة الإسلامية في منع النساء من العلم، وأحقق لكم أنه لا مفسدة إذا علمن التعليم الذي أريده على الكيفية التي أوضحتها، وإنما المفسدة في تعليمهن تعليماً إفرنجياً، على أن المفاسد مهما كانت فمفسدة الجهل أعظم، وهي الداء الذي لا دواء له إلا العلم، وأن المفاسد التي نشأت في هذه الأزمان للأمم الإسلامية من تعليم المرأة.
وفيما يخص الحجاب، أكد الحجوي اختلافه في الرأي مع باقي دعاة تحرير المرأة، كالطاهر الحداد التونسي وقاسم أمين المصري: "الذي هتك الحجاب، وأزال عن هيبة الشريعة كل جلباب" ولو أنه عاش -يضيف الحجوي- "ورأى حالة مصر الآن وما يتخبط فيه مجتمع قومه من أزمة المرأة السافرة... لقرع سن الندم". فالحجاب واجب، ولكنه لا يمنع المرأة من العلم، لأنه "لمحل العورة لا للأحوال كلها".
ويحس القارئ من خلال قراءته لهذه المحاضرة باستقلال شخصية الحجوي، ونصاعة علمه، وتمكنه في الفقه والأًول والحديث والتاريخ والتراجم والسير وعلم الاجتماع. كما يحس أنه من أصحاب الرأي والقلم، والوعي الإسلامي العميق، والنقد العلمي الهادف، ويقظته وغيرته على الشريعة وأحكامها، وبعده عن المداهنة والمهادنة لأخطاء بعض الفقهاء المتساهلين، ولم يكن هو بالمعصوم مما طبع عليه إنسان، ولذلك قال في مقدمة محاضرته (تعليم الفتيات لا سفور المرأة): "سأتكلم عن هذه المسائل بما هو رأيي الخاص، ولست أعبر عن رأي أحد غيري، وسأنطق بما هو أوفق بالشريعة الإسلامية العالية".
ونستخلص من هذه المحاضرة القيمة أن المرأة إذا ربيت تربية صحيحة، ونشأت نشأة حسنة، ووجهت التوجيه السليم غدت كفيلة بالمساهمة في بناء مجتمع إنساني صالح، ونشوء أمة عريقة، وتشييد صرح حضارة إنسانية راقية.